بعد الزنا والاغتصاب.. "زواج المحارم" قنبلة تهدد بانفجار المجتمع

خبر كالصاعقة تناقلته وسائل الإعلام مؤخرا يفيد بزواج جد، مسجل خطر، من حفيدته، فيما اعتبر تجاوزا خطيرا لكافة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وخرقا لكافة الأعراف والتقاليد.

فبعد انتشار حوادث "زنا المحارم" واغتصاب الأبناء في كثير من المجتمعات العربية بسبب انعدام الوازع الديني لدى الكثير من الأفراد، تأتي حادثة "زواج المحارم" لتدق ناقوس الخطر عن السيناريوهات الأسوأ على المستوى الاجتماعي والديني.

وبدأت القصة المشينة لفتاة شبرا، حي شعبي شمال العاصمة المصرية القاهرة، والتي عرضها برنامج "48 ساعة" المذاع على قناة "المحور" الفضائية، والتي لم تكمل عامها الخامس عشر وتزوجت من شقيق جدها من الأم وهو فى سن والدها ويبلغ من العمر أربعين عاما مسجل خطر "مخدرات" ، حيث كان يتردد على منزلهم بحرية تامة لأنه عم والدها واقام علاقة غير شرعية مع الفتاة وطلبها للزواج ورفض والدها بشدة.

واستمرت الفتاة فى علاقتها بعم والدها وحرضها الجد المجرم على الهروب معه وتزوجها وأصبحت حاملا منه وعلم والدها ووالدتها بالأمر فأبلغا الشرطة والقت القبض على الجد ، ثم أفرجت عنه النيابة لحين استصدار فتوى شرعية ببطلان ذلك الزواج، وبعد استصدار الفتوى تم القاء القبض على ذلك الزوج الذي غرر بفتاة صغيرة السن وأوهمها بحبه لها.

وقد أثارت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة في الشارع المصري، حيث يقول شوقي عبد الله "62" عاما موظف :" المخطىء الأكبر فى تلك القصة هو الأب والأم اللذان سمحا لشخص مسجل خطر حتى ان يدخل البيت بتلك الحرية ويستبيح حرمته ، فكيف لم يخش ذلك الأب على زوجته من عمه وكيف للأم أن تترك ابنتها فريسة لذلك الشخص ينفرد بها وقتا طويلا ويجعلها تقع فى حبه".

وتضيف شيماء نجاح "26" عاما مدرسة: "إنها حقا مأساة بشعة تتألم أذني حين أسمعها ولم نعد نتحمل تلك المصائب التى نستمع لها كل يوم ، فأين الدين والتربية والأخلاق ، ابن يعتدي على أمه وأب على بناته وأخ على أخته والان جد يتزوج من حفيدته وكأننا فى دنيا لا علاقة لها بالإسلام نهائيا ولا أملك إلا أن اقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

فيما يرى أحمد عبد الفتاح "39" عاما إعلامي: "رأيت الحلقة ولكن ما أثار حفيظتي الجرأة التي تتحدث بها الفتاة ودفاعها المستميت عن ذلك الشخص الذي لا استطيع أن اقول عنه انه زوجها فهى متيمة به وكأنه فتى الأحلام الذي تنتظره والذي لا غنى لها عنه فرغم ان حديثها استفزني ولكني اشفق عليها لانها لازالت في مرحلة الطفولة ورجل بمثل تلك المواصفات الشيطانية استطاع أن يقوم بعملية غسيل مخ لها فهى وان كانت تتحمل الذنب معه فالذنب الأكبر من وجهة نظري يقع على والدها ووالدتها لانهما اغفلا عن ابنتهما حتى جعلا منها صيد سهل لذلك الرجل".

الحرية الزائدة

بعد الزنا والاغتصاب.. "زواج المحارم" قنبلة تهدد بانفجار المجتمع 661171

الشيخ فرحات المنجي
وتعليقا على تلك الواقعة أكد الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر الشريف في تصريح لشبكة الاعلام العربية "محيط" " أن الله سبحانه وتعالي قد حرم الزواج من بنات الأخ وبنات الأخت وكذلك ابنتها أى أن ابنة الأخ وابنة الأخت وإن ثقلت أو علت أيضا بمعنى جميع البنات اللاتي ينجبن بنات الاخ أو الاخت أى كل سلسلة الأخ أو الأخت " ، وقال :"إن أبو البنت وأمها يقع عليهما عاتقا كبيرا وهو أنهما تركا ذلك الجد يعيش في البيت كما يحلو له ويخرج ويدخل دون موعد ، وتعلق البنت بجدها الذي هو أخو جدها من الأم جاء نتيجة الحرية الزائدة التي تعطى للابناء عموما وهذا ماجنته علينا الثقافات الواردة".

وأضاف الشيخ فرحات قائلا:"أما عن الحكم الشرعي القطعي فإن الرجل تزوج بحفيدة أخيه أى أنه تزوج بحفيدته هو فيكون الأمر زنا أو ما يسمى "زنا المحارم" وهو من أشد أنواع الزنا والحكم في هذا أنه يتم التفريق بينهما بالقوة وإذا نتج عن هذا الزنا ولد فينسب للأب حتى لا يضيع هذا الولد الذي لا ذنب له فيما جناه الأب والأم وهناك ملاحظة يجب أن تكتب أنه تم الزواج بين المحارم عن طريق الخطأ".

الحمو الموت

وتابع قائلا :" شاهدت هذه الحالة وهي تعرض في التليفزيون فما وجدت من الابنة الا كل كذب وافتراء ، فلا يعقل انهما ذهبا إلى مأذون إلا إذا كان الماذون قد ضلل لان اسم الزوج لا يوافق اسم الزوجة وان الذي يدعى زوجا وهو ايضا كاذب فيما ادعاه ، وجد الفتاة هذه يعلم أن أخاه مسجلا خطرا وأنه متابع أمنيا فكيف لا يخاف حتى على زوجته منه هذه مصائب جرها لينا عدم اتباعنا لشرع الله وهو انه حينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أخ الزوج قال :" الحمو الموت " أى المحارم منهم سوء أكثر فلا يطلق لهم العنان في الزيارة في أى وقت شاءوا دون استئذان ، فلو إننا اتبعنا شرع الله ما حدث مثل هذا الأمر على الإطلاق".

عودة مادة الدين

وأكمل قائلا :"أقول لمسئولي التربية والتعليم والتعليم العالي إن عودة تدريس مادة الدين في المدارس والمعاهد والكليات أمر ضروري يجب العمل على الفور ، فهم مسئولون أيضا أمام الله عن هذا التقصير".

وردا على سؤال عن الوزر الذي يقع على الفتاة نفسها قال :" بالتأكيد عليها وزرا كبيرا فتلك البنت تعتبر فاجرة لأنها تتكلم بأسلوب وقح وتقول إنه حتى لو كان ذلك الزواج مخالف للشرع فلن أتركه لأنني أحبه وهى تعلم أيضا أنه مسجل خطر ورجل متزوج وتقول هذا لا يعيبه ومن حقه الزوج اكثر من مرة ورغم كل هذا تصر على الا تتركه".

فتاوى مطلقة

بعد الزنا والاغتصاب.. "زواج المحارم" قنبلة تهدد بانفجار المجتمع 594301

د. عزة كريم
وعلى الصعيد الاجتماعي أكدت الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بكلية الأداب جامعة عين شمس أن هذا المظهر متكرر في المجتمع المصري بسبب انعدام الثقة والمصداقية في القوانين أو حتى في الفتاوى الدينية حيث إنه لا توجد ضوابط أخلاقية لا في الأسرة أو المجتمع .

وقالت:" إن هذا الرجل تزوج من حفيده أخيه رغم أنه بمثابة جدها وجاء إلى الأسرة وكان معروفا عنه أنه مسجل خطر ومرتكب جرائم ولكنهم كانوا يتركوه معها بمفردهما فالثقة العمياء نوع من أنواع الإهمال والدليل على هذا انتشار زنا المحارم فالأب يعتدي على بناته والأخ على أخته فيجب أن نحرص على الضوابط الاخلاقية داخل الأسرة نفسها ، ويحدث زنا المحارم بسبب الإهمال في العلاقات الأسرية والمثيرات الجنسية الكثيرة بالدش والانترنت إلى آخره ، كل هذا بالإضافة لوجود أزمة زواج وتأخر سن الزواج والاختلاط غير المنضبط فكل هذا ادى إلى وجود زنا المحارم بشكل أوضح".

تعليم فاسد

وتضيف د. عزة قائلة: "أنا اعتبر أن الأفراد في هذه الأسرة ليس لهم أى ذنب ولكن الظروف المحيطة بأفراد المجتمع هي التي افسدتهم وأدت بهم لهذا ، فالفتاوي الدينية مختلفة ومتناقضة حول الموضوع الواحد ، وهناك تليفزيون فاسد وكله عرى والتعليم فاسد فهناك المدرس الذي يعتدي على الطالبات فماذا ننتظر بعد كل هذا".

وتستطرد :"هذا الرجل على الأقل اعتبر أن هذا الأمر حلال نظرا لتناقض الفتاوى فتزوج من البنت ، ولكن فى تلك القصة المسئول الأول هو أسرة الفتاة لانهم لم يهتموا بتربيتها بطريقة صحيحة وتركوا شخص مثل هذا يجلس معها بمفردهما ويستفرد بها ، فيجب الا نحصر المشكلة فى جزئية واحدة وهى أن مجرما تزوج من طفلة ولكن الأب والأم هما الأكثر إجراما".

واختتمت "كريم" حديثها قائلة:" لعل هذا يكون عظة للأسر التي تحاول أن تحافظ على أولادها ، لأن العلاقات الجنسية إحساس غريزي والفراعنة كانوا يمارسون الجنس بين المحارم، ولكن ما منعه هو الأخلاق وفي الدين (فرقوا بين الاخوات فى المضاجع) وذلك لأنه يعلم بالغريزة البشرية ، فيجب أن تكون هناك ضوابط داخل الأسرة ولا نترك السايب في السايب ، والمشكلة الأكبر مشكلة مجتمع غير محدد في فتاويه الدينية".

» زواج مثيلي الجنس لايفوتكم
» تأثير المسلسلات التركية على المجتمع العربي / محمد صخي العتابي
» تأثير المسلسلات التركية على المجتمع العربي / محمد صخي العتابي